منطقة رأس الخيمة التعليمية
اسم الطالب : --------------------------------- 12/ ع
مدرسة الغيل للتعليم الثانوي
الوحدة الخامسة ( المهارات القرائية ) المقال التحليلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ بتأن ٍ المقال التالي ثم اكتب عنه مقالا تحليليا في حدود (15) سطرا ،
يتناول الجوانب التالية:
- توثيق المقال ( مؤلفه ) -
موضوعه - أفكاره - الأدلة التي استخدمها الكاتب
- أسلوبه - مواطن
القوة أو الضعف فيه -
تأثيره فيك ........
{ الوعد
الشرقي } بقلم الشيخ والعلامة والمفكر
والأديب : علي الطنطاوي .
[ كنت أمسُ في المحكمة ، فإذا برجل يصافحني ، ويدعوني إلى اجتماع للمصالحة
بين أخوين من إخواننا . قال : أين نلتقي ؟ فقلت له : هنا الساعة الثالثة بالضبط .
وجئت في الموعد ، ولم يأت الرجل ، وطال الانتظار ، وأنا واقف أتململ من الضجر ،
أرفع رجلا وأضع أخرى ، وأقبل مرة وأدبر مرة ، أنظر من هنا وهناك ، حتى مضت نصفُ
ساعة ، وأحسست النار تمشي في عروقي غضبا منه ، وذهبت إلى الدار ، وأنا مصدوع الرأس
مهيـّج الأعصاب ، فألقيت بنفسي على الفراش . فلم أكد أستقر لحظة ، وإذا أنا بالرجل
يدخل عليّ ، وينفخ من التعب ، ويلقي بنفسه على طرف السرير ، ويقول : لماذا يا
سيدنا ، ما انتظرتنا قليلا ؟ الإنسان مسيـّر لا مخيّر . والغائب عذره معه .
والكريم مسامح . ووعدُنا وعدٌ شرقي .
وقفت عند كلمته أفكر فيها . أليس عجيبا أن صار اسم الوعد الشرقي عـَلما على
الوعود الكاذبة ، واسم الوعد الغربي علما على الوعد الصادق ؟ ومَنْ علـّم الغربيين
هذه الفضائل إلا نحن ؟ ومن أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم ؟ ألم
يأخذوها منا ؟ وهل في الدنيا دين إلا هذا الدين يجعل للعبادات ( الصلاة والصوم
والحج ) موعدا لا تصح إلا فيه ، وإنْ أخلـَفه المتعبد دقيقة واحدة بطلت العادة ؟
أليس والله أعلم لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد ؟ أولم يجعل الإسلام إخلاف
الوعد من علامات النفاق ؟
فكيف نرى بعد هذا كله كثيرا من المسلمين لا يكادون يـَفون بموعد ، ولا
يـُبالون بمن يخلف لهم وعدا ؟ حتى صارت وعودنا مضطربة مترددة ، لا تعرف الضبط ولا
التحديد . يقول لك الرجل : ( الموعد صباحا ) أو ( بين الصلاتين ) ، فتـُضطرُّ إلى
الانتظار ساعات ! ويكون لك عند الموظف حاجة لا يَحتمل قضاؤها خمس دقائق ، فتجيئـُه
وهو يشرب القهوة ، أو يقرأ الجريدة ، أو يـَشغل الموظف نفسه بما لا طائل تحته ،
فإن أنت لم تملأ عينه ، ولم تدفعه لمساعدتك رغبة فيك ، أو رهبة منك ، قال لك :
ارجع غدا .
والطبيب يعلن أن العيادة في الثامنة ، ولا يخرج من داره إلى العاشرة .
وتجيئه في الموعد فتجدُه قد وعد خمسة من المرضى مثل موعدك . أهذه مواعيدُ إنها
مهازلُ وسخرياتٌ لقوم لا عمل لهم ، ولا قيمة لأوقاتهم ، ولا مبالاة لهم بكرامتهم !
فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف ، ونعد وعد الصدق ؟ ومتى صَلحت
أخلاقنا عاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره ، وغـُسلت عنه الأدران ، واستعدنا مجد
الجدود . فلنبدأ بإصلاح الأخلاق ، فإنها أول المطر ..... ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق