الأحد، 29 أبريل 2012

المقال التحليلي - الوحدة 5 - الصف 12


منطقة رأس الخيمة التعليمية        اسم الطالب : ---------------------------------      12/ ع
مدرسة الغيل للتعليم الثانوي         الوحدة الخامسة ( المهارات القرائية )           المقال التحليلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ بتأن ٍ المقال التالي ثم اكتب عنه مقالا تحليليا في حدود (15) سطرا ، يتناول الجوانب التالية:

- توثيق المقال ( مؤلفه )       - موضوعه          - أفكاره       - الأدلة التي استخدمها الكاتب
- أسلوبه                  - مواطن القوة أو الضعف فيه             - تأثيره فيك ........

       { الوعد الشرقي }  بقلم الشيخ والعلامة والمفكر والأديب : علي الطنطاوي .

[ كنت أمسُ في المحكمة ، فإذا برجل يصافحني ، ويدعوني إلى اجتماع للمصالحة بين أخوين من إخواننا . قال : أين نلتقي ؟ فقلت له : هنا الساعة الثالثة بالضبط . وجئت في الموعد ، ولم يأت الرجل ، وطال الانتظار ، وأنا واقف أتململ من الضجر ، أرفع رجلا وأضع أخرى ، وأقبل مرة وأدبر مرة ، أنظر من هنا وهناك ، حتى مضت نصفُ ساعة ، وأحسست النار تمشي في عروقي غضبا منه ، وذهبت إلى الدار ، وأنا مصدوع الرأس مهيـّج الأعصاب ، فألقيت بنفسي على الفراش . فلم أكد أستقر لحظة ، وإذا أنا بالرجل يدخل عليّ ، وينفخ من التعب ، ويلقي بنفسه على طرف السرير ، ويقول : لماذا يا سيدنا ، ما انتظرتنا قليلا ؟ الإنسان مسيـّر لا مخيّر . والغائب عذره معه . والكريم مسامح . ووعدُنا وعدٌ شرقي .

وقفت عند كلمته أفكر فيها . أليس عجيبا أن صار اسم الوعد الشرقي عـَلما على الوعود الكاذبة ، واسم الوعد الغربي علما على الوعد الصادق ؟ ومَنْ علـّم الغربيين هذه الفضائل إلا نحن ؟ ومن أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم ؟ ألم يأخذوها منا ؟ وهل في الدنيا دين إلا هذا الدين يجعل للعبادات ( الصلاة والصوم والحج ) موعدا لا تصح إلا فيه ، وإنْ أخلـَفه المتعبد دقيقة واحدة بطلت العادة ؟ أليس والله أعلم لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد ؟ أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق ؟

فكيف نرى بعد هذا كله كثيرا من المسلمين لا يكادون يـَفون بموعد ، ولا يـُبالون بمن يخلف لهم وعدا ؟ حتى صارت وعودنا مضطربة مترددة ، لا تعرف الضبط ولا التحديد . يقول لك الرجل : ( الموعد صباحا ) أو ( بين الصلاتين ) ، فتـُضطرُّ إلى الانتظار ساعات ! ويكون لك عند الموظف حاجة لا يَحتمل قضاؤها خمس دقائق ، فتجيئـُه وهو يشرب القهوة ، أو يقرأ الجريدة ، أو يـَشغل الموظف نفسه بما لا طائل تحته ، فإن أنت لم تملأ عينه ، ولم تدفعه لمساعدتك رغبة فيك ، أو رهبة منك ، قال لك : ارجع غدا .

والطبيب يعلن أن العيادة في الثامنة ، ولا يخرج من داره إلى العاشرة . وتجيئه في الموعد فتجدُه قد وعد خمسة من المرضى مثل موعدك . أهذه مواعيدُ إنها مهازلُ وسخرياتٌ لقوم لا عمل لهم ، ولا قيمة لأوقاتهم ، ولا مبالاة لهم بكرامتهم !

فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف ، ونعد وعد الصدق ؟ ومتى صَلحت أخلاقنا عاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره ، وغـُسلت عنه الأدران ، واستعدنا مجد الجدود . فلنبدأ بإصلاح الأخلاق ، فإنها أول المطر ..... ]   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق