المولد
النبوي الشريف
هو
يوم مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، والذي كان في الثاني عشر من ربيع الأول .
حيث يحتفل به المسلمون كل عام في معظم الدول الإسلامية ، ليس باعتباره عيدًا ، بل
فرحًا بولادة نبيهم الكريم . فتبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية الشهر حتى نهايته ،
وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي ، ويكون فيها الدروس من سيرته ، وذكر
شمائله ، ويُقدّم فيها الطعام والحلوى .
وتعد
هذه المناسبة عطلة رسمية في عدة دول ، إلا أن دولا كالسعودية لا تمنح عطلة رسمية
بهذه المناسبة عدا سكان المنطقة الغربية في السعودية يقومون بإحيائه بالتجمع
وقراءة القرآن وذكر التواشيح الدينية التي تمتدح الرسول .
يرجع
المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد الرسول إلى النبي
محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ، ويقول " هذا يوم وُلدت فيه " ، ويذكر
الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد النبوي هو الملك المظفر في العراق .
وفي عهد الدولة الأيوبية كان أول من احتفل بالمولد النبوي
الملك مظفر الدين ، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنّة ، وكان يصرف الأموال
الكثيرة ، وكانت الاحتفالات تبدأ في الثامن من ربيع الأول ؛ بسبب الاختلاف في تحديد يوم مولد
النبي . فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم الكثير وزفّها
بالطبول والأناشيد حتى يأتي بها إلى الميدان ، ويشرعون في ذبحها ويطبخونها . فإذا
كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء ، ويُنصب كرسي للوعظ ،
ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار . بعد ذلك تقام موائد الطعام ، وتكون موائد
عامة ، فيها من الطعام والخبز شيء كثير .
وفي عهد الخلافة العثمانية كان للسلاطين عناية بالغة بالاحتفال
بجميع الأعياد والمناسبات الدينية إذ كانوا يحتفلون بالمولد النبوي في أحد الجوامع
الكبيرة بحسب اختيار السلطان ، ولمّا تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة قصر
الاحتفال على الجامع الحميدي . فقد كان الاحتفال بالمولد في عهده متى كانت ليلة 12
ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها وجميعهم بالملابس الرسمية
التشريفية ، وعلى صدورهم الأوسمة ، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان . فإذا جاء
السلطان خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد ، بسرج من الذهب الخالص ، وحوله
موكب فخم ، وقد رُفعت فيه الأعلام ، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش
العثماني وخلفهما جماهير الناس ، ثم يدخلون الجامع ويبدؤون الاحتفال بقراءة القرآن
، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد ، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على
النبي ، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات
بالصلاة على النبي . وفي صباح الثاني عشر ربيع الأول ، يفد كبار الدولة على اختلاف
رتبهم لتهنئة السلطان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق