الخميس، 26 أبريل 2012

المولد النبوي الشريف


المولد النبوي الشريف

هو يوم مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، والذي كان في الثاني عشر من ربيع الأول . حيث يحتفل به المسلمون كل عام في معظم الدول الإسلامية ، ليس باعتباره عيدًا ، بل فرحًا بولادة نبيهم الكريم . فتبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية الشهر حتى نهايته ، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي ، ويكون فيها الدروس من سيرته ، وذكر شمائله ، ويُقدّم فيها الطعام والحلوى .

وتعد هذه المناسبة عطلة رسمية في عدة دول ، إلا أن دولا كالسعودية لا تمنح عطلة رسمية بهذه المناسبة عدا سكان المنطقة الغربية في السعودية يقومون بإحيائه بالتجمع وقراءة القرآن وذكر التواشيح الدينية التي تمتدح الرسول .

يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد الرسول إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ، ويقول " هذا يوم وُلدت فيه " ، ويذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد النبوي هو الملك المظفر في العراق .

وفي عهد الدولة الأيوبية كان أول من احتفل بالمولد النبوي الملك مظفر الدين ، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنّة ، وكان يصرف الأموال الكثيرة ، وكانت الاحتفالات تبدأ في الثامن من  ربيع الأول ؛ بسبب الاختلاف في تحديد يوم مولد النبي . فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم الكثير وزفّها بالطبول والأناشيد حتى يأتي بها إلى الميدان ، ويشرعون في ذبحها ويطبخونها . فإذا كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء ، ويُنصب كرسي للوعظ ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار . بعد ذلك تقام موائد الطعام ، وتكون موائد عامة ، فيها من الطعام والخبز شيء كثير .

وفي عهد الخلافة العثمانية كان للسلاطين عناية بالغة بالاحتفال بجميع الأعياد والمناسبات الدينية إذ كانوا يحتفلون بالمولد النبوي في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان ، ولمّا تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي . فقد كان الاحتفال بالمولد في عهده متى كانت ليلة 12 ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية ، وعلى صدورهم الأوسمة ، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان . فإذا جاء السلطان خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد ، بسرج من الذهب الخالص ، وحوله موكب فخم ، وقد رُفعت فيه الأعلام ، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني وخلفهما جماهير الناس ، ثم يدخلون الجامع ويبدؤون الاحتفال بقراءة القرآن ، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد ، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي ، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي . وفي صباح الثاني عشر ربيع الأول ، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق